التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلسلة مقالات اجتماعية (2)

 

قيادة السيارة آداب وأخلاقيات



السيارة (الأختراع) الذي يُعد ثمرة تطور البشرية وتحضرها، بعد أن اهدى الألماني كارل بنز العالم ،أول سيارة حديثة مزودة بمحرك غازولين عام 1885 في مدينة مانهايم جنوب غرب ألمانيا. فكانت هدية ذات وزن وقيمة،كيف لا وهي التي خدمت الإنسانية في شتى المجالات، وشكلت مظاهر الحياة البشرية، وقربت المسافات فتفاعلت الشعوب وتشاركت الموروثات الحضارية، كم نحن مدينين لتلك (السيارة)وذاك الأختراع.
ومنذ نشأتنا ونحن تتردد على مسامعنا مقولة(القيادة فن وذوق وأخلاق) وأزيد عليها وأصيغ مدلولاً أكثر تحديداً وتقنيناً. فالقيادة( ثقافة ذات كل مركب من درجة التحضر ،ونمط الشخصية ،وفنون التعامل، وإدراك المسئولية،وتجسيد رقي الأخلاق في احترام القانون والحفاظ على أرواح بشرية في ميدان واسع من حق الجميع وليس حكراً على احتياج شخصي).
القيادة هي تعبير السلوك الأنساني في شوارعنا، التي تنطوي على قدر من المسؤولية والتعقل ، فقيادة السيارة ليست شأناً شخصياً فحسب، بل نشاط ٌ يتعلق بالناس وحياتهم وسلامتهم في الطريق والموقف، فضلاً على حياة وسلامة سائق السيارة ، و القيم و الأخلاق لا تتجزأ، فالشخص الذي يتمثل القيم خُلقاً وسلوكاً تكون قيمه موجهةً لسلوكه في كل المواقف وفي كافة التعاملات البشرية، والقيم هي الضمير والوعي والنظام في السلوك وتطبيقها في كل ميدان فمنظومة الأخلاق منظومةً متكاملةً ونحن كمجتمع مسلم أولى المجتمعات بتطبيقها، فديننا هو دين الأخلاق الكريمة والسجايا النبيلة والتعاملات الإيجابية.

وشوارعنا لابد أن تنعم بقيادة عنوانها (الأنضباط وسمو الأخلاق).وبعد أن مُكنت المرأة السعودية من القيادة وأصبحت شريكة الرجل في ميدان واحد،اصبح على عاتق الجميع مسئوليةً مشتركةً وتطبيق معايير القيادةِ الفاعلةِ ذات القيم العليا،فالبعد القيمي يحتل مكانةً مرموقةً في المجتمعاتِ البشريةِ وبارزاً في الحضارةِ الإنسانيةِ.

أذن القيادة استشعار الأمانةِ، فهي للحاجة والمصلحةِ قبل الترف، وبعد كر وفر وتدريب وتعليم امتد شهور مع مدربي الأول ابني الكبير عبدالله حفظه الله تعالى وكان يردد دائماً (القيادة سهلة) ياأمي كنت اردد عليه (القيادة أمانة) فعلمني القيادة وعلمته قيمها،وإني اتمنى من الله أن يطبقها دائماً وابداً ،وبعد أن كسر حاجز الخوف لدي أعطاني الضوء الأخضر متوكلة على الله تعالى ،لنزول الشارع وخوض تجربة القيادة لأول مرة في حياتي ولله الحمد والمنة، تفوق التلميذ على استاذه بفضل من الله وتمكين، ومع التحاقي لمدرسة جدة المتطورة للبدء في مراحل استخراج رخصة القيادة، ومع أولى خطواتها وهي عدد من المحاضرات النظرية للتعريف بماهيه القيادة والمركبة والميدان، التقيت بمدربة رائعة استمتعت كثيراً بالحضور معها فلقد استوقفتني عدد من الجمل التي كانت ترددها، والتي تشكل محور قيم القيادة،
فقالت:القيادة هي التعامل مع ارواح بشرية مسئولون عنها ، نعم هذه أهم قيمة لابد ان تستقر في نفس كل قائد وقائدة، وكانت تؤكد دائماً أن نستشعر معية الله تعالى ودعائه وأن السيارة مجرد آلة، فما أجمل هذا الأحساس، شكراً بحجم السماء للمدربة الخلوقة الرائعة (ريم كابلي) والشكر موصول لمديرة مدرسة القيادة، (الدكتورة منى البريكان) الشخصيّة الرائعة المعطاء،أهل للمسئولية والأمانه،هنيئا لمدرسة القيادة بك.

وأخيراً حفظ الله الجميع، وأدام الله الأمن والأمان.

بقلم : أ. سعاد العالي

رابط المقال: https://eanalelam.com/القيادة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هذه انا ..

  أنا سعاد العالي .. أحب السلام كأسلوب حياة  تُنشر بهجته برفقة أيامي ومن حولي، لا أحب أن أرى البؤس في إنسان عابر،قضيتي الإنسانية والرحمة والعون،أعشق الزراعة وابنة الطبيعة وأخذت من ملامح الريف الكثير، أم لثلاثة أولاد حفظهم الله (عبدالرحمن) قصة كفاح وإنجاز مع الشلل الدماغي، ذلك اليوم الذي مشى فيه خطوته الأولى كانت نقطة تحول لي. حاصلة على بكالوريوس وماجستير في الآداب والعلوم الانسانية تخصص علم الاجتماع،وبالطبع درست الخدمة الاجتماعية وأصبحت اخصائية، أعشق الإنجاز وروح الفريق الواحد،هوايتي الديكور والتصميم أعيش معه أمتع اللحظات. أود أن أخبركم أهم يوم في حياتي رزقني الله إياه  ٧/مارس/2021 هذا اليوم، يخبرني الفريق المعالج لي طوال سنه كاملة شفائي بحول الله من السرطان وانتصاري عليه بثقة الله تعالى،كان عاماً مُتعب جداً أخذ مني الكثير من القوة والعزيمة وفي معركة الألم كتبت كتابي الثالث بعنوان " سوسيولوجيا ازمة كورونا في المجتمع السعودي" ، عندما كانت تنزل دموعي،أتذكر أني ملهمة العطاء لغيري فأصبح اكثر قوة والحمدلله حتى يرضى.  ومازال للأمنيات موعد ومازال الطريق طويل، والى هناك نحتا...

22 | فبراير .. من يوم بدينا واحنا رمز الأناقة

صور اجتماعية من شهر الخير..🌙✨

كل الأرواح تحب الطمأنينه،وكل نفس تريد السكينة،وخير مهذب للنفس ومستراح للقلب شهر رمضان المبارك تاسع الأشهر الهجرية الذي أنزل فيه القرآن منة وفضل من الله تعالى على عباده ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ} (سورة البقرة،آية ١٨٥)  لهذا الشهر مكانته وقدسيته عند المسلمين فهو شهر التكافل الاجتماعي وتهذيب الروح وتزكية الأخلاق. (الصورة الأولى) شهر رمضان المبارك من المنظور الديني : يجسد صيام شهر رمضان نموذجاً  أساسياً من تراث الثقافة الإسلامية؛ فهو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة.  يعتبر عاملي الزمان والمكان ذا أهمية كبيرة في الترتيبات الكونية وحياة الناس وبناءً على ذلك ربط الإسلام بعض شعائره المقدسة بهذين العاملين فصوم شهر رمضان فرصة عظيمة للمسلمين بالتجمع والتضامن العالمي الكبير عبر عامل الزمان(شهر رمضان) يشتركون فيه بتفاصيل محددة لروحانية هذا الشهر ومن جهة ثانية تمثل فريضة الحج سلوكاً اجتماعياً عالمياً في أطهر البقاع المقدسة(مكة المكرمة والمدينة المنورة) يقوم المسلمون سنوياً بفريضة الحج في شهر ...