قيادة السيارة آداب وأخلاقيات
السيارة (الأختراع) الذي يُعد ثمرة تطور البشرية وتحضرها، بعد أن اهدى الألماني كارل بنز العالم ،أول سيارة حديثة مزودة بمحرك غازولين عام 1885 في مدينة مانهايم جنوب غرب ألمانيا. فكانت هدية ذات وزن وقيمة،كيف لا وهي التي خدمت الإنسانية في شتى المجالات، وشكلت مظاهر الحياة البشرية، وقربت المسافات فتفاعلت الشعوب وتشاركت الموروثات الحضارية، كم نحن مدينين لتلك (السيارة)وذاك الأختراع.
ومنذ نشأتنا ونحن تتردد على مسامعنا مقولة(القيادة فن وذوق وأخلاق) وأزيد عليها وأصيغ مدلولاً أكثر تحديداً وتقنيناً. فالقيادة( ثقافة ذات كل مركب من درجة التحضر ،ونمط الشخصية ،وفنون التعامل، وإدراك المسئولية،وتجسيد رقي الأخلاق في احترام القانون والحفاظ على أرواح بشرية في ميدان واسع من حق الجميع وليس حكراً على احتياج شخصي).
القيادة هي تعبير السلوك الأنساني في شوارعنا، التي تنطوي على قدر من المسؤولية والتعقل ، فقيادة السيارة ليست شأناً شخصياً فحسب، بل نشاط ٌ يتعلق بالناس وحياتهم وسلامتهم في الطريق والموقف، فضلاً على حياة وسلامة سائق السيارة ، و القيم و الأخلاق لا تتجزأ، فالشخص الذي يتمثل القيم خُلقاً وسلوكاً تكون قيمه موجهةً لسلوكه في كل المواقف وفي كافة التعاملات البشرية، والقيم هي الضمير والوعي والنظام في السلوك وتطبيقها في كل ميدان فمنظومة الأخلاق منظومةً متكاملةً ونحن كمجتمع مسلم أولى المجتمعات بتطبيقها، فديننا هو دين الأخلاق الكريمة والسجايا النبيلة والتعاملات الإيجابية.
وشوارعنا لابد أن تنعم بقيادة عنوانها (الأنضباط وسمو الأخلاق).وبعد أن مُكنت المرأة السعودية من القيادة وأصبحت شريكة الرجل في ميدان واحد،اصبح على عاتق الجميع مسئوليةً مشتركةً وتطبيق معايير القيادةِ الفاعلةِ ذات القيم العليا،فالبعد القيمي يحتل مكانةً مرموقةً في المجتمعاتِ البشريةِ وبارزاً في الحضارةِ الإنسانيةِ.
أذن القيادة استشعار الأمانةِ، فهي للحاجة والمصلحةِ قبل الترف، وبعد كر وفر وتدريب وتعليم امتد شهور مع مدربي الأول ابني الكبير عبدالله حفظه الله تعالى وكان يردد دائماً (القيادة سهلة) ياأمي كنت اردد عليه (القيادة أمانة) فعلمني القيادة وعلمته قيمها،وإني اتمنى من الله أن يطبقها دائماً وابداً ،وبعد أن كسر حاجز الخوف لدي أعطاني الضوء الأخضر متوكلة على الله تعالى ،لنزول الشارع وخوض تجربة القيادة لأول مرة في حياتي ولله الحمد والمنة، تفوق التلميذ على استاذه بفضل من الله وتمكين، ومع التحاقي لمدرسة جدة المتطورة للبدء في مراحل استخراج رخصة القيادة، ومع أولى خطواتها وهي عدد من المحاضرات النظرية للتعريف بماهيه القيادة والمركبة والميدان، التقيت بمدربة رائعة استمتعت كثيراً بالحضور معها فلقد استوقفتني عدد من الجمل التي كانت ترددها، والتي تشكل محور قيم القيادة،
فقالت:القيادة هي التعامل مع ارواح بشرية مسئولون عنها ، نعم هذه أهم قيمة لابد ان تستقر في نفس كل قائد وقائدة، وكانت تؤكد دائماً أن نستشعر معية الله تعالى ودعائه وأن السيارة مجرد آلة، فما أجمل هذا الأحساس، شكراً بحجم السماء للمدربة الخلوقة الرائعة (ريم كابلي) والشكر موصول لمديرة مدرسة القيادة، (الدكتورة منى البريكان) الشخصيّة الرائعة المعطاء،أهل للمسئولية والأمانه،هنيئا لمدرسة القيادة بك.
بقلم : أ. سعاد العالي
رابط المقال: https://eanalelam.com/القيادة

تعليقات
إرسال تعليق